المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب السفر للحج والعمرة وغيرهما


رانيا عادل
05-08-2022, 03:55 AM
قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة: 197]. قال الإمام النووي رحمه الله في آداب السفر: إذا أراد سفراً استحب أن يشاور من يثق بدينه وخبرته وعلمه في سفره في ذلك الوقت، ويجب على المستشار النصيحة والتخلي عن الهوى وحظوظ النفس، قال الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159]، فإذا عزم على الثقة فالسنة أن يستخير الله تعالى ويصلي ركعتين من غير الفريضة، ثم يدعو دعاء الاستخارة: ( «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب, اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، ويسمي حاجته». إذا استقر عزمه لسفر حج أو غزو أو غيرهما فينبغي أن يبدأ بالتوبة من جميع المعاصي والمكروهات، ويخرج عن مظالم الخلق ويقضي ما أمكنه من ديونهم، ويرد الودائع، ويستحل كل من بينه وبينه معاملة في شيء أو مصاحبة، ويكتب وصيته ويشهد عليه بها. ويستحب أن يوكل مما لم يتمكن من قضائه من ديونه، وأن يترك لأهله ومن يلزمه نفقتهم إلى حين رجوعه، وينبغي أن يسترضي والديه ومن يتوجب عليه بره وطاعته، وينبغي أن يحرص أن تكون نفقته حلالاً خالصة من الشبهة، ويستحب للمسافر في حج أو غيره أن يستكثر من الزاد والنفقة ليواسي منه المحتاجين، وليكن زاده طيباً، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} [البقرة: 267]، ويستحب ترك المساومة فيما يشتريه لأسباب سفر حجه وغزوه ونحوهما من أسفار الطاعة، ويستحب ألا يشارك غيره في الزاد والراحلة والنفقة؛ لأن ترك المشاركة أسلم من أنه يمتنع بسببها من التصرف في وجوه الخير من الصدقة وغيرها، ولو أذن شريكه لم يوثق باستمراره، فإن شارك جاز واستحب أن يقتصر على دون حقه. وأما اجتماع الرفقة على طعام يجمعونه يوماً فيوماً فحسن، ولا بأس بأكل بعضهم أكثر من بعض إذا وثق بأن أصحابه لا يكرهون ذلك، فإن لم يثق لم يزد على قدر حصته، وقد صحت الأحاديث في خلط الصحابة رضي الله عنهم أزوادهم، وعن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: (يا رسول الله! إنا نأكل ولا نشبع، «قال فلعلكم تفترقون» ؟ قالوا: نعم. قال: «فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه» (رواه أبو داود وغيره). وإذا أراد سفر حج أو غزو لزمه تعلم كيفيتهما، ولا تصح العبادة ممن لا يعرفها، ويستحب لمريد الحج أو العمرة أن يستصحب معه كتاباً واضحاً في المناسك جامعاً لمقاصدها، ويديم مطالعته ويكررها في جميع طريقه لتصير محققة عنده، ومن أخل بهذا من العوام يخاف ألا يصح منه نسكه، ويستحب له أن يطلب رفيقاً موافقاً راغباً في الخير كارهاً للشر، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن تيسر له مع هذا كونه عالماً فليتمسك به، فإنه يمنعه بعلمه وعمله من سوء ما يقع على المسافر ومن مساوئ الأخلاق والضجر، ويعينه على مكارم الأخلاق ويحثه عليها، والمختار أن القريب والصديق الموثوق به أولى من غيره، ثم ينبغي له أن يحرص على إرضاء رفيقه في جميع طريقه، ويحتمل كل واحد منهما صاحبه، ويرى لصاحبه عليه فضلاً وحرمة، ويصبر على ما يقع منه في بعض الأوقات. ويستحب لمن سافر أو حج أو غزا أن تكون يده فارغة من مال التجارة ذاهباً وراجعاً؛ لأن ذلك يشغل القلب ويفوت بعض المطلوبات، ويجب عليه تصحيح النية في حجه وغزوه ونحوهما، وهو أن يريد به وجه الله تعالى؛ لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»، ويستحب أن يكون سفره يوم الخميس، فإن فاته فيوم الإثنين، ويستحب أن يكون باكراً، ودليل الخميس: حديث كعب بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم: قرب يوم الخميس لغزوة تبوك وكان يحب أن يخرج يوم الخميس) (رواه البخاري)، ودليل يوم الإثنين: أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة يوم الإثنين، ودليل التبكير: حديث صخر الغامدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث جيشاً أو سرية بعثه في أول النهار» ويستحب إذا أراد الخروج من منزله أن يصلي ركعتين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مدخل السوء». ويستحب أن يودع أهله وجيرانه وأصدقاءه وسائر أحبابه، وأن يودعوه، ويقول كل واحد لصاحبه: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أنه كان يقول لرجل إذا أراد السفر: ادنُ مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)، وعن أنس رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني أجيد السفر فزودني، فقال: «زودك الله التقوى»، فقال: زدني، فقال: «وغفر ذنبك»، قال: زدني، قال: «ويسر لك الخير حيثما كنت»، وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله إذا استودع شيئاً حفظه». والسنة أن يدعو بما صح عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيته قط إلا رفع طرفه إلى السماء فقال: «اللهم إني أعوذ بك أن أظِل أو أُظل، أو أذل أو أُذَل، أو أَظَلِم أو أُظلَم، أو أجهل أو يُجهل عليّ»، ويدعو بما في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج الرجل من بيته فقال: «باسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله»، قال: «يقال حينئذٍ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول شيطان لآخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي»، والسنة إذا خرج من بيته أو أراد ركوب دابته أن يقول: باسم الله، فإذا استوى عليها قال: الحمد لله، ثم يأتي بالتسبيح والذكر والدعاء الذي ثبت في الأحاديث، منها: حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا استوى على بعيره خارجاً إلى سفر كبر ثلاثاً ثم قال: «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون
سكس مصرى (https://neekincest.com/%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d8%b9%d9%86%d8%aa%d9%8a%d9%84-%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%83-%d8%a8%d9%86%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d8%a7%d9%85%d9%8a%d8%b7-%d9%85%d8%b9-%d8%a8%d8%b9%d8%b6/) - سكس مراهقات (https://neekincest.com/%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%82%d8%a9-%d9%85%d8%ab%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%8a%d8%ba%d8%aa%d8%b5%d8%a8%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d9%83-%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%82/) - سكس مترجم عربى (https://neekincest.com/%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d9%85%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%88%d8%ac-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%83-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81/) - سكس امريكي ساخن (https://neekincest.com/%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d8%a7%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d8%b3%d8%a7%d8%ae%d9%86-%d9%86%d9%8a%d9%83-%d9%83%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%af%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%b6%d8%a7%d8%a1/) الحمد لله الذي فرض الفرائض وأحكم الأحكام، وبين الحلال والحرام، وجعل الزكاة من أركان الإسلام، تزكية للمال وتطهيراً للآثام، ومنفعة للفقراء والمساكين، ذوي الفاقة والحاجة والدَّين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وأدوا ما أوجب عليكم في أموالكم التي رزقكم الله تعالى، فقد أخرجكم الله من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً، ولا تملكون لأنفسكم نفعاً ولا ضراً، ثم يسر لكم الرزق، وأعطاكم ما ليس في حسابكم، فقوموا أيها المسلمون بشكره، وأدوا ما أوجب عليكم لتبرؤوا ذممكم، وتطهروا أموالكم، واحذروا الشح والبخل بما أوجب الله عليكم، فإن ذلك هلاككم، ونزع بركة أموالكم، ألا وإن أعظم ما أوجب الله عليكم في أموالكم الزكاة التي هي ثالث أركان الإسلام، وقرينة الصلاة في محكم القرآن، وجاء في منعها والبخل بها الوعيد بالنيران. قال الله عز وجل: { {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} } (180) آل عمران. وقال تعالى: { {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} } (34-35) التوبة. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسير الآية الأولى: (من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثِّل له شجاعاً أقرع -وهي الحية الخالي رأسها من الشعر لكثرة سمها- له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- يقول: أنا مالك أنا كنزك!). (رواه البخاري). وقال في تفسير الآية الثانية: سكس خلفى (https://xnxxarby.com/%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%89-%d9%86%d9%8a%d9%83-%d8%b7%d9%8a%d8%b2-%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a8%d9%82%d9%88%d8%a9/) - سكس امهات (https://xnxxarby.com/%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d8%a7%d9%85%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%a8%d9%86-%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%85%d9%87-%d9%86%d9%8a%d9%83-%d9%85%d8%ad%d8%b1%d9%85/) - سكس مراهقات (https://xnxxarby.com/%d8%b3%d9%83%d8%b3-%d9%85%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%83-%d9%85%d9%86-%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9/) ( «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد» ) (رواه مسلم). وحق المال هو الزكاة. أيها المسلمون: إنه والله لا يحمى على الذهب والفضة في نار كنار الدنيا إنما يحمى عليها في نار أعظم من نار الدنيا كلها، فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً. أيها المسلمون: إنه إذا أحمي عليها لا يكوى بها طرف من الجسم، وإنما يكوى بها الجسم من كل ناحية، الجباه من الأمام، والجنوب من الجوانب، والظهور من الخلف. أيها المسلمون: إن هذا العذاب ليس في يوم ولا في شهر ولا في سنة، ولكن في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة..! فيا عباد الله! يا من آمنوا بالله ورسوله، يا من صدقوا بالقرآن، وصدقوا بالسنة، ما قيمة الأموال التي تبخلون بزكاتها؟ وما فائدتها؟ إنها تكون نقمة عليكم، وثمرتها لغيركم، إنكم لا تطيقون الصبر على وهج النار، فكيف تصبرون على نار جهنم، فاتقوا الله عباد الله، وأدوا الزكاة طيبة بها نفوسكم..1 أيها الناس: لو أدى الناس زكاة أموالهم طيبة بها نفوسهم لقل الفقراء والمساكين وأمنت البلاد والعباد، وأنزل الله القطر من السماء وأخرج البركات من الأرض، فانظروا رعاكم الله إلى هذه القصة المؤثرة التي لا بد لكل مؤمن بالله أن يتدبرها ويعمل بما جاء فيها حتى يكون من السعداء في الدنيا والآخرة، فقد روى الإمام مسلم وأحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( «بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ» ). أيها المسلمون: انظروا إلى هذا الرجل الكريم يخرج ثلث ما تخرجه الأرض للفقراء والمساكين، فكيف بمن أمره الله أن يخرج ربع العشر مما يملك ثم يتثاقل عن ذلك العمل اليسير؟ ومما يدل على بركة إخراج الزكاة وأنها تصلح المال وتنميه وتحفظه من عقوبة الله تعالى ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم عن الصدقات ككل وعن الزكاة على وجه الخصوص كما في قوله تعالى: { {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} } (39) سورة سبأ. ويدل على ذلك عموم قوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة، وقوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (265) سورة البقرة. فهذا مثل عظيم يبين أجر وبركة إخراج الزكوات والصدقات في سبيل الله تعالى ابتغاء مرضات الله وثوابه. وقد كان السلف الصالحون والمسلمون الأولون يخرجون الزكاة كما أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فعم الخير في المجتمعات واكتفى المساكين بما أعطاهم الله على يد الأغنياء، فقد كان الناس في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يخرجون الزكاة فلا يجدون من يأخذها لرفاهية الناس وغناهم واكتفائهم بالزكاة المعطاة لهم..! أيها المسلمون: إذا نظرنا في زماننا هذا ورأينا إلى حال المسلمين في كل بلد إسلامي لرأينا العجب العجاب! تجدون أناساً ماتوا من الجوع وأناساً أصيبوا بمختلف الأمراض والعاهات الدائمة بسبب سوء التغذية الناتج عن الفقر وقلة المال في أيدي المساكين.. وفي الجانب الآخر نجد المترفين يبذرون أموالهم في ما يغضب الله تعالى، يا حسرة أمة محمد، يا ويل الأغنياء الطغاة الظالمين المانعين للزكاة والحريصين على الأموال التي تجب عليهم للفقراء.. يأتي أحد الأغنياء فينفق على وليمة من الولائم مئات الآلاف بل عشرات الملايين وكثير من أبناء بلده -نعم من أبناء بلده ليس بلداً آخر- يغرقون في مستنقع الفقر والبطالة والحاجة..! يأتي تاجر آخر ليبذر أمواله في الإنفاق على المسابقات المحرمة وتشجيع الأغنيات الفاجرة، والمغنيات الساقطات ودعم القنوات المشبوهة أو التي تنشر العري وكثير من أبناء المسلمين يتمنون ريالاً واحداً..! فأين زكوات هؤلاء وإلى أين تذهب..! وهل أخرجوا حق الله عليهم في أموالهم..؟ فيا حسرة المقصرين المتخاذلين المضيعين..! ينفق أحد تجار المسلمين على شراء ملابس تافهة لامرأة مغنية متكشفة مبتذلة مئات الآلاف،