المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تريد أن تكون جزر أم بيض أم قهوة؟


malakwab
06-04-2015, 09:30 PM
ماذا تريد أن تكون جزر أم بيض أم قهوة؟


ذهبت شابة الى والدتها ، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت بالصعاب وأنها ليست تعلم كيف تتصرف وترغب لو تستسلم . لأنها قد تعبت من القتال ومن المقاومة . ويبدو الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها.

اصطحبتها والدتها الى المطبخ . حيث ملأت 3 أوانى بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية. وبعد وقت قليل أخذ الماء فى الغليان. فوضعت فى الإناء الأول جزر، وفي الثاني بيض، ثم وضعت فى الإناء الثالث بن مطحون. وجعلت الأوانى تستمر فى الغليان دون أن تنطق بكلمة. وبعد حوالي عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد. ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته فى طبق، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر فى طبق، ثم صبت القهوة فى وعاء آخر.

ثم قالت لابنتها ، وسألتها " أخبريني ، ما الذى ترينه ؟ ". فقالت " جزر ، بيض ، وقهوة ". فقرّبت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه، ففعلت الإبنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا. ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها، وبعد تقشيرها لاحظت الإبنة كيف جمد البيض المسلوق. وأخيرا طلبت منها الأم أن تتذوق القهوة. ابتسمت الإبنة وهى تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقة الغنية.
وهنا سألت الإبنة "وماذا يعنى ذلك يا أمي ؟". ففسرت لها والدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع فى نفس الظروف المعادية (الماء المغلي). ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة.
فالجزر، كان صلبا لا يلين . ولكنه بعدما وضع فى الماء المغلي، أصبح طريا وضعيفا.
والبيض كان سائلا، تحمي قشرته الخارجية مادته الداخلية السائلة. ولكن بعد بقاءه فى الماء المغلي، أصبح داخله صلبا. ولكن البن المطحون، كان مختلفا. لأنه بعد بقاءه فى الماء المغلي، استطاع أن يغير الماء نفسه.
أخي وأختي... عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية، كيف تستجيب لها؟ هل أنت مثل الجزر؟ أم مثل البيض؟ أم مثل البن المطحون ؟ .
فكّر أنت فى ذلك : من أنا ؟ هل أنا مثل الجزر أبدو صلبا قويا، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة، أنزوي وأصبح ضعيفا وأفقد قوتى وصلابتي؟.

أم أنا مثل البيض، أبدأ بقلب طيّع، ولكنه يتقسى بنيران التجارب؟ هل روحي الداخلية كانت رقيقة كالماء، ولكن بعد ظرف وفاة، أو بعد صدمة عاطفية، أو خسارة مالية، أو تجارب أخرى، هل تقسيت وتحجرت ؟ . هل إطاري الخارجى ما زال له نفس الشكل ، ولكني في الداخل صرت مليءا بالمرارة وخشنا ، بروح متبلدة ، وقلب قاس ؟ .

أم أنا مثل حبات البن المطحونة ؟ . غيرت فعلا الماء المغلي ، نفس الظروف التى أتت بالألم عندما راح الماء يغلي ، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة . لأنك إذ كنت مثل حبوب البن ، مهما كانت الظروف فى أسوأ حالاتها ، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك . عندما تكون الأوقات هى الأكثر حلكة ، والتجارب هى الأصعب ، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر ؟ . ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة ؟
هل أنت جزر ، أم بيض ، أم حبيبات بن مطحونة ؟