المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن في حاجة إلى أن نتفاءل ؟


mohamed elserafy
12-14-2015, 01:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما حرص الإنسان كل الحرص على بهجته وسعادته في حياته! فنجده لا يفتأ من البحث عن طرق توصله لها ؛ وحتى يعيش حياته باطمئنان وسعادة. والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا! كيف نصل للبهجة الدائمة في الحياة؟ لا شك أنه سؤال كبير!! ومع هذا لا بأس ببعض التفاؤل للإجابة عليه.

حديث معك – عزيزي القارئ الكريم – اليوم عن التفاؤل وهل نحن حقاً في حاجة له؟ التفاؤل.. ذلك الشعور الجميل الذي يختزل كل معاني البهجة والسعادة في حياة الإنسان وبالأخص , إنسان هذا العصر الذي يتسم بالسرعة والديناميكية حتى أصبح الواحد منا مشغولاً حتى عن نفسه وذاته التي بين جنبيه! ربما يكون حديثي فيه بعضاً من النظرة التشاؤمية! لكن لا بأس! فحتى نصل للتفاؤل يجب أن نمر ببعض اللحظات التشاؤمية – الطبيعية – إن صحت العبارة.

التفاؤل – يا صديقي - هو شعورٌ داخلي بالرضا وثقةُ تتحول لراحة جسدية، وسيطرة على مشاعرٍ وأفكارٍ متعبة، وهو نظرةٌ إيجابيةٌ عندما توصدُ الأبوابُ، وتتبخرُ الأماني. إن الإنسان المتفائل سعيدٌ في دنياه، متوكل على مولاه ، طموحُ ومبادرٌ لكل جميلٍ فيرسم سعادة الآخرين. فكم هو جميلٌ أن نتفاءل حين الملمات، ورائعٌ أن نتفاءل عندما تتوالى النكبات.. ، هو تشريعُ ربنا وهو طوقُ نجاة لأنفُسنا .

نحن أمة الإسلام... نحن أمة القرآن... أمة التفاؤل {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران/139]. ويقول تعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }[التوبة/32، 33]. ويقول تعالى {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [الروم/47] {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [غافر/51]. ويقول تعالى {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة/214. ويقول تعالى: ( قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ ) [آل عمران: 137-139].

النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن التفاؤل : فعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال : (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة) متفق عليه.ون موبايل ماركت (http://androidarapps.blogspot.com.eg/2015/09/1mobile-market.html)
ويقول - صلى الله عليه وسلم - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك). وعند أحمد في مسنده - من رواية أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار حتى ما يكون بيت مدر ولا وبر إلا دخله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل به الله أعداء الإسلام ). وقول النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها) متفق عليه.

أرأيت – يا صديقي – كيف أن التفاؤل أصل أصيل في ديننا الحنيف الإسلام! لا يوجد عظيم في هذه الحياة – إلا والتفاؤل – سلاحاً من أسلحته لمجابهة تحديات الحياة!!