المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النملة السعيدة


malakwab
06-05-2015, 07:56 AM
يحكى أن نملة سعيدة ومنتجة، كانت لا تتأخر أبدا عن شغلها. وكانت تمضي يومها كاملا في العمل، وهي تدندن أغانيها المفضلة، بأسعد حال وأطيب مزاج.
كانت سعيدة بعملها وكان مردودها جيدا، ولكن.. للأسف لم تكن تخضع لتوجيه مشرف عليها..
اعتقد الرئيس المدير العام لمؤسسة، الدبور، أن الوضعية الراهنة لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه، لذا فكر في تنصيب مشرف، ثم وقع اختياره على دعسوقة ذات خبرة طويلة لتشغل هذا المنصب.
أول ما انشغلت به الدعسوقة هو تنظيم أوقات عمل النملة وإعداد التقارير.
لم يمض وقت طويل حتى احتاجت الدعسوقة إلى سكريتار لتساعدها في تحضير الملفات والتقارير، فتم تنصيب عنكبوت لأداء هذه المهام، وإعداد نظام الترتيب، كما تكلفت بالرد على الهاتف.
في هذا الوقت استمرت النملة السعيدة المنتجة في العمل والعمل والمزيد من العمل.
كان الدبور معجبا بتقارير الدعسوقة، والتي طلب منها دراسات مقارنة بالرسوم البيانية والمؤشرات وتحليل الإتجاه.. ولهذا توجب تشغيل صرصور لمساعدة المشرف بالإضافة إلى شراء كمبيوتر جديد وطابعة.
أدى هذا كله إلى تباطؤ وتيرة النملة السعيدة المنتجة في العمل وصارت تتذمر من كثرة الأوراق المفروضة عليها.
أما الدبور، الرئيس المدير العام، لم يرض بهذه الوضعية، وهم بأخذ التدابير اللازمة، فنصب صرصورا كرئيس مصلحة لمراقبة النملة السعيدة المنتجة.
قام الصرصور بتغيير أثاث مكتبه كاملا، وأعد أريكة مريحة له، بالإضافة إلى كمبيوتر ذو شاشة مسطحة.
ومع العديد من أجهزة الكمبيوتر توجب إعداد ملقم الشبكة.
شعر الرئيس الجديد سريعا بالحاجة إلى مساعد (الذي كان يعمل معه في مؤسسته السابقة) لإعداد خطة إشراف استراتيجية وكذلك ميزانية مصلحته الجديدة.
في هذا الوقت أصبحت النملة أقل فأقل سعادة وأقل فأقل إنتاجا، ما جعل الصرصور يصرح: يجب علينا سريعا طلب دراسة حول المناخ الإجتماعي.
ولكن ، في أحد الأيام، أدرك الدبور –الرئيس المدير العام- وهو يتفحص الأرقام، أن المصلحة التي تعمل فيها النملة السعيدة المنتجة لم يعد مردودها كما في السابق.
لجأ الدبور إلى مستشار رائع: السيد غراب، طالبا منه تقدير الموقف واقتراح الحلول.
قام الغراب بدراسة ميدانية لمدة ثلاثة أشهر، لينتهي في الأخير إلى أن هناك الكثير من العمال في تلك المصلحة.
أخذ الدبور –الرئيس المدير العام للمؤسسة ذلك بعين الاعتبار... وتم فصل النملة عن العمل.

حكمة:
لا تخطط أبدا لأن تكون نملة سعيدة ومنتجة.
من الأفضل ألا تكون ماهرا وألا تفيد بشيء.. فغير المهرة لا يحتاجون إلى مشرف، وما نفع ذلك مادام الكل يعلمه..
وبالرغم من كل هذا، إذا كنت منتجا، فلا تظهر أنك سعيد بالعمل، فلن يغفر لك ذلك أبدا.