المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكى أنه كان هناك حطاب يسكن في قرية صغيرة


malakwab
06-04-2015, 11:41 PM
حكى أنه كان هناك حطاب يسكن في قرية صغيرة .كعادته يذهب هذا الحطاب كل صباح للغابة التي تبعد عن القرية بحوالي الكيلومترين لكي يجمع الحطب ويأتي به السوق ليبيعه . بعد أن يبيع كل ما لديه من الحطب يعود إلى بيته ويداه محملتان ببعض حاجيات بيته الصغير وزوجته وإبنه الصغير ينتظرانه بشغف...
وفي يوم من الأيام إبتعد الحطاب قليلا عن الغابة المعتاد أن يحطب منها ، فوجد شجرة عملاقة يابسة . ففرح الحطاب بما وجد فقال في نفسه : إن هذه الشجرة ستكفيني لأيام عديدة سأضع علامة عليها وآتي غدا ومعي كل العدة لأقطع هذه الشجرة الضخمة. رجع الحطاب وهو سعيد وعلى وجه السرور ، إندهشت زوجة الحطاب قائلةً: أراك اليوم سعيد يازوجي العزيز ألا تخبرني ما يفرحك؟
نعم نعم يازوجتي العزيزة لقد وجدت شجرة ضخمة يابسة تكفي لأسابيع تغنيني عن الذهاب للغابة خلال أسابيع وسأستئجر غداً حماراً وسأجلب الشجرة هنا إلى البيت وسأقطعها إلى قطعاً صغيرة وأبيعها في السوق !! هكذا سأجني مالاً وفيراً..
الزوجة بنبرة فرح : حظاً موفقاً يازوجي العزيز!!
في اليوم التالي ذهب الحطاب إلى الشجرة الضخمة يقود الحمار الذي إستأجره ..
وصل الحطاب إلى الشجرة وبدأ بتجهيز فأسه فقال : بسم الله ,, وقبل أن يلامس فأسه الشجرة .
سمع صوتاً يقول له قف لا تفعل..إندهش الحطاب !! من هذا اللي يتكلم فقال : ربما تكون مخيلتي، فرفع فأسه مرةً أخرى ليقطع الشجرة فسمع الصوت مرةً أخرى قف أرجوك لا تقطعني ..تراجع الحطاب وقال من هناك ؟ فقالت الشجرة: أنا أيها الحطاب أرجوك لاتقطعني . فقال الحطاب : هل أنا أحلم ؟ فقالت الشجرة أنت لست في حلم أنت في الحقيقة.. قال الحطاب : ولماذا لا تريديني أن أقطعك فأنت يابسة ولا نفع لك ، ليس لك ظل يستظل به الناس ، وليس لك ثمار يأكل منها الناس ، الفائدة الوحيدة هو أن أقطعك وأبيع أعضانك اليابسة ليستخدمها الناس في الطبخ .
حينها قالت الشجرة : سأعطيك رأي . قال الحطاب : ما هو أيتها الشجرة ؟
قالت : تقطع كل يوم غصن بمقدار نصف طولك ولا تزيد عن غصن في كل يوم وتصنع مكان في بيتك تضع فيه كل الأعضان التي تجمعها لمدة 20 سنه ومن بعد هذي الفترة يحق لك أن تقطعني ..
قال الحطاب : وكيف ذلك ؛ فبهذه الطريقة لا أستفيد منك في شي . قالت الشجرة : لا تنظر إلى فائدتك الآن , انظر إليها في المستقبل . قال الحطاب : انتظري قليلا ودعيني أفكر ...
فكر الحطاب ملياً قائلاً في باله : كيف سأستفيد إن كنت أجمع كل يوم غصن لكن أنا لا أخسر شي سأوافق على شروط الشجرة وأمري إلى الله....
بدأ الحطاب أول يومه وذهب إلى الشجرة وقطع غصناً بمقدار نصف طوله وتركه جانباً ثم ذهب وجمع الحطب الذي يذهب به إلى السوق كعادته ويبيعه هناك ويعود إلى بيته ويترك الغصن الذي قطعه من تلك الشجرة ويضعه في مكان قد خصصه للإغصان التي يجمعها من الشجرة.. استمر الحال على ذلك وكومة الأغصان تتزايد يوماً بعد يوم..
مرة السنين سريعه وكبر ابن الحطاب ، فقد كان يذهب مع والده ليساعده في جمع الحطب .وذات مرة فكر الابن وقال : لماذا يجمع أبي غصن من هذه الشجرة الظخمة ويتركه في فناء البيت
وقرر أخيراً وسأل والده .فسرد له الأب حكاية الشجرة...
وقاربت المدة أن تنتهي بقي سنة واحدة وأصبح الولد يتقن مهنة أباه بإحتراف .؛ فقد تعلم الكثير من الأشياء من أبيه ولكن لغز هذه الشجرة ما زال يحيره ويحير أباه .. وأصبحت كومة الحطب كبيرة جداً حتى أن فناء البيت لم يعد يتسعها..
وبقي عن نهاية المدة اسبوع واحد فقط . ذهب الحطاب هو وابنه إلى الشجرة . فقال الحطاب : مرحباً أيتها الشجرة لقد بقي اسبوع على الموعد ولكني حزين جداً لأني سأقطعك ، فقد تكونت بيني وبينك علاقة قوية لا استطيع أن أصفها لك .. قالت الشجرة وأنا أيضا لا يزورني أحد إلا أنت وابنك فأنتم تعرفون لا أحد يقربني لأني لا أملك إلا هذه الجذوع والأغصان اليابسة
وأنا حزينة أيضاً لكن هذا وعد ولابد من تنفيذه ...
رجع الحطاب وابنه وعلى وجههما علامات الحزن لما ستؤول إليه الشجرة فلابد للحطاب أن ينفذ الوعد..
لقد جاء اليوم الذي لا يريده كلاً من الحطاب والشجرة .... استيقظ ابن الحطاب باكراً مستغرباً عدم مجئ والده ليوقضه من النوم ، ذهب الابن ليرى والده ودخل غرفة والده ورأى أمه بجانب والده على السرير.. آآه ماذا هناك يا أمي ماذا حدث لوالدي . الأم : بالأمس عندما عدتما في المساء شعر أبوك ببعض الألم فجعلت أخفف عنه ولكن الألم إشتد عليه وأصابته الحمى أيضاً هو الآن لا يستطيع النهوض من فراشه. جلس الابن بجانب والده وقال : أبي هل أنت بخير ؟ قال الحطاب : نعم يا بني أنا بخير لكن أظن أن نهايتي قد حانت . قال الابن : لا تقل هذا يا والدي فالأعمار بيد الله .الحطاب: والنعم بالله لكن ياولدي اسمع ما ساقوله لك : إذهب إلى الشجرة وإقطعها فاليوم هو آخر يوم لها على الدنيا . الابن لكن ياوالدي لا أستطيع أن أتركك ؟ الحطاب : من غير لكن يا بني هنا أمك سترعاني إذهب كما أمرتك...
ذهب الابن حاملاً الفأس على كتفه ولما وصل إلى الشجرة. قالت له الشجرة : أين والدك ؟ فقال لها : إن والدي مريض جداً وقد أمرني بأن آتي وأقطعك . فقالت الشجرة : الله الشافي المعافي ..الآن باشر يا ابن الحطاب بقطعي وإضرب فأسك في هذا الجذع اليابس..
ورفع ابن الحطاب الفأس ليقطع الشجرة وتوقف فجأة !! قالت الشجرة : لماذا توقفت ؟ قال ابن الحطاب : وكيف أقطعك وفيك نتوء أخضر هنا أسفل الجذع . قالت الشجرة مستغربة : ماذا تقول :نتوء أخضر ، فرحت الشجرة وقالت : الحمد لله الذي أحياني بعد أن كنت ميتة.
والآن سأخبرك بقصتي أيها الفتى: في السنة التي قبل أن يأتي والدك إلي كنت شجرة خضراء كثيفة الظلال وثماري كثيرة والكل حولي ويزورني من وقت لآخر ولكن شاءت الأقدار أن يبست غصوني وماتت الحياة عني .. فانتظرت حتى تورق أغصاني حتى مجئ والدك إلي عندما أراد أن يقطعني وقلت له ما قلت ..الحمدلله بعد عشرين سنة أحياني الله مرةً أخرى
والآن إذهب إلى الأغصان التي جمعتماها أنت ووالدك مني وإبتاعا منها فأظن أصبحت قرابة 87600غصن ... الآن تستطيعا أن تأخذا الثمار مني عندما يكتمل نمو أوراقي ..شكراً لكما وأوصل سلامي لوالدك الذي لم يخلف وعده...ذهب ابن الحطاب سريعاً إلى والده ليخبره بقصة الشجرة وما حصل له ... دخل الابن على والده وأخبره بما حصل معه .. فقال له والده : نعم يابني هذا هي الدنيا مع أن الشجرة يابسة فقد كانت تعطينا الكثير من خيراتها .. وها هي اليوم تحيا وأيضاً تعطينا من خيراتها ...كن يا بني مثل هذه الشجرة فحتى بعد موتها نجد منها فائدة وأنت أيضاً إفعل الخير مع الناس وعاملهم بإحسان فسوف يذكرونك بالخير بعد موتك....
وإن أنت حصل وتعلمت فعلم أبناءهم ولا تبخل علهم بشي من علم أو أدب